بدرالشريف2550 | التاريخ: الجمعة, 2013-03-01, 4:10 AM | رسالة # 1 |
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
| مشاركة
ما هو الموت ولماذا نخاف منه؟
لكلّ واحد منا تجربة عن الموت لأنه موجود في كلّ مكان وفي كلّ زمان ومع كلّ هذه التجارب والحروب والانفجارات والمجازر لا نزال نخاف من الموت مع أنه معنا في كلّ مكان وننتظره في كلّ زمان.
حین طُرد آدم من الجنّة وهبط علی الأرض عاش الأمل، أمل الرجوع إلی الجنّة التي كان فیها ولكن عبر كلّ هذه الأجیال فقد الإنسان هذا الأمل والرجوع إلی الجنة المفقودة، ولكن الأمل لا یزال موجوداً.. إذاً تحول الأمل إلی أحلام وأماني یبحث عنها الإنسان في الأرض ویحاول أن یحققها وهكذا صار یخاف من الموت لأن الموت یقطع الطریق علی الأحلام والأماني ویحول دون الوصول لها.
أكید تدخل الطب والعلم وصار یحارب الموت ومع كلّ الأدویة والتطعیم والعملیات لا یزال البشر یموتون وكلّ یوم تظهر أمراض جدیدة وأقوی...
هناك سبب ثاني للخوف من الموت وهو السبب الذي وصفته الأدیان... جهنم... جهنم والجحیم موجودة في كلّ الأدیان، نار حامیة... وعلیها تسعة عشر... لهم من فوقهم ظلّ من النار ومن تحتهم ظلّ...كلّ هذا لماذا؟ ذلك یخوف الله به عباده یا عباد فاتقون" الزمر
من هم العباد؟ العبد هو الذي یتبع الربّ، هو الذي إذا أحسن سیكرمه الربّ من فضله وإذا أخطأ سیعذبه ویجلده، ولكننا لسنا عبید ولا عباد... نحن عشاق الله وأحباءه... والله هو الذي وسعت رحمته كلّ شيء... وكتب علی نفسه الرحمة... إذاً لا مجال للخوف.. كیف تستطیع أن تعشق الله وأنت تخاف منه؟
لا تستخف بنفسك وتقول كیف یمكنني أن أعشق الله وأنا الخاطي والزاني والمجرم والكافر؟
یقال أنه حین عُرض یوسف في أسواق مصر للبیع اجتمع الناس حتی یضعون له سعراً فجاءت امرأه وقالت أنا اشتریه مقابل هذا الدیك الذي أملكه!!!! فقالوا: هل جننتي؟ العزیز یرید أن یشتریه وأنت تشترینه بسعر هذا الدیك؟ قالت: عزیز مصر عنده الكثیر من المال ولكني لا أملك إلا هذا الدیك... یعني حتی العزیز لم یدفع لیوسف حقه مع كلّ الأموال التي یمكلها...إذاً كن خالصاً وقدّم كلّ ما عندك لا تفكر أنه قلیل أو كثیر بل فكر أنه كلّ ما عندك....
أكید هو بغنی عن كلّ هذا المال والجاه والسلطة والشهرة ولن یطلب منك أي من هذه الأشیاء بل سیطلب منك شيء واحد وهو (أنت) إذاً اترك كلّ شيء وقدّم نفسك ثمناً لهذا العشق...
(وما خلقت الجنّ والإنس إلا لیعبدون)
هو بغنی عن العباد والعبید ولكنّه كان یعلم أننا سنعبد أشیاء كثیرة، المال والسلطة والأولاد وغیرها ومع كلّ التعلق بهذه الأشیاء وضع الموت حتی نترك كلّ هذا ونتبعه أو بالأحری سنتبع القوانین التي وضعها وهو قانون الفطرة الذي یهدینا إلیه... إلیه فقط لا غیر..
إذاً لا تدع الأمل والخوف یسیطر علیك وتنظر إلی الموت وكأنه شيء غیر مرغوب فیه، الرغبة في الحیاة والرغبة في الموت هي كفتین لمیزان واحد....
العارفین وضعوا لبعض أحكام تهذیب النفس أسماء تبدأ بالموت حتی تكون هذه الكلمة متداولة ولا ترتبط بالانتقال إلی العالم الآخر فقط بل ستكون أشیاء نعمل بها مثلاً:
الموت الأحمر: هو تطبیق أحكام تهذیب النفس (الطریقة)
الموت الأبیض: هو العودة إلی الأكل البسیط وأن لا تكون عبداً للأكل
الموت الأخضر: هو العودة للحیاة البسیطة في اللبس وأثاث البیت والمظاهر
الموت الأسود: هو تحمّل جهل الآخرین ومهما كان جهلهم وإهانتهم ستعفوا عنهم وترحمهم.
|
|
| |