بدرالشريف2550 | التاريخ: الإثنين, 2013-05-27, 3:28 AM | رسالة # 1 |
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
| مشاركة [color=red]الاستسلام والتضحية
"فلما بلغ معه السعيّ قال یا بنيّ إني أری في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تری قال یا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرین" سورة الصافات 102
هناك جدل حول هذه الآیة، المسلمین یعتبرونها تشیر إلی اسماعیل والیهود والمسیحیة یعتبرونها تشیر إلی اسحاق، وأما نحن سنقدم الأهم علی المهم یعني سواء کانت هذه الأیة تشیر إلی اسحاق أو اسماعیل فهناك دروس بین سطورها وسنقرأها مع بعض وبعد ذلك ستعرف هذه الأیة إلی من تشیر....
الدرس الأول نأخذه من هذا الطفل البريء الذي کان یتبع أبوه في کلّ خطوة وفجأة قال له : أرید أن أذبحك... لم یعترض ولم یتردد وقال افعل ما تؤمر به وسأکون من الصابرین!!!
کیف یمکنه أن یکون بهذا الاستسلام؟؟؟ هو لم یکن نبيّ بعد حتی ننسب إلیه هذا الاستسلام لأنه کان صغیراً بالعمر ولا یوجد نبيّ صغیر بالعمر کلّ الأنبیاء کانوا في أعمار الثلاثین وما فوق... (یمکن کانت هناك تنبوءات لأشخاص من الصغر ولکن هذا لا یعني النبوة) لو لم یکن طفلاً لما أعطی هذا الجواب... الأطفال یعیشون الطفولة والبراءة بکلّ جوارحهم وأحاسیسهم والفکر والعقل والتدبیر لیس موجوداً بالمرة، کلّ الحیاة بالنسبة لهم لعبة کبیرة نفرح بها ثمّ نرمیها ونبحث علی غیرها..
والآن، لو تعرضت أنت لمثل هذا الامتحان کیف ستکون ردة الفعل؟ إذا جاء أحد تحبّه وتثق به وقال سوف أذبحك ماذا ستفعل؟ أذبحك؟
لننسی هذه الکلمة لنضع مکانها کلمة أترکك ماذا ستفعل؟ یا لطیف علی الإعتراض وخلق الحجج والشعارات.... إذا قال زوج لزوجته إني سأترکك!!! ستترکني وأنا التي أضعت کلّ هذه السنین في بیتك وأنجبت هؤلاء الأطفال ووقفت معك في الحلوة والمرة ووووو....
و العکس صحیح لو الزوجة قررت أن تترك زوجها فهناك مصیبة أکبر لأنها ستکون زانیة وعاطلة وعدیمة الإحساس لأنها ستترك الشخص الذي تحسّ أنها لا تحبّه والمجتمع والناس وکلّ شيء سیکون ضدّها.
یقول المسیح (ع) : "إن لم تعودوا کالأطفال....." لماذا الأطفال؟ لأن الأطفال لا یفکرون ولا یحسبون أي شيء بمیزان العقل والذکاء.... هل رأیت طفلاً مکتئباً أو حزیناً إلا الأطفال الذین نحن نضع لهم صفة أو علبة تحدد کیانهم : یا حرام هذا الطفل مریض!!
یا حرام هذا أعمی!!
یا حرام صار یتیم من شهر!!
یا حرام هذا أطرش!! أو علب أخری نضع الأطفال فیها ویتشفرون علیها.... الإنسان لا یفقد إنسانیته مهما حصل.... الإنسان المریض هو لیس المرض، الإنسان هو لیس عینین فقط حتی إذا فقدهم لا یبقی شيء من الإنسانیة لدیه وکذلك السمع أو الأهل أو أي شيء آخر.... الإنسان سیبقی أشرف المخلوقات مهما حصل یکفي أن یتعرّف علی نفسه وطاقاته....
أرید أن أضیف نقطة هامة وهي أن هناك شیوخ أو ناس یدّعون الإستنارة یتصرفون بشکل غیر أخلاقي مع الأطفال ویدّعون أنهم یزرعون نطفة الإستنارة فیهم أو یحرکون طاقة الحکمة لدیهم... أرجوکم لندع الأطفال يعيشون طفولتهم ولا نتدخل في هذه البراءة ونشوهها حتی وإن کان السبب هو الإستنارة!!
أصغر عارف وعالم مستنیر کان عمره واحد وعشرین سنة..... إذن لندع الأطفال ولننتبه لأنفسنا..
الدرس الثاني هو التضحیة، تصوروا بعد کلّ هذا الانتظار للأبوة والفرحة من ولادة هذا الطفل والتعلق به والیوم جاء وقت الامتحان... اذبحه؟! ضحي بأعز شيء عندك لترضي الله... لماذا یالله هذا الامتحان الصعب وأنت لست بحاجة إلی هذه التضحیة، أنت القويّ والقادر والغنيّ وأنا الضعیف والذلیل والمستعین.... لا تتذاکی!!! هذا هو الامتحان.
إلی أي مدی أنت مستعد للتضحیة؟ وماذا ستکون الضحیة؟
و العکس صحیح أیضاً لأن هناك أشیاء ثمینة نضحي بها ولا نعیر لها أي أهمیة، لقد أعطانا الخالق أرض جمیلة نعیش علیها وجسم أجمل نعیش فیه ونحن ماذا نفعل؟ نضحي بالأرض کلّ یوم ونستنزف خیراتها ونستخدمها للدمار، نضحي بأجسامنا وصحتنا، وکذلك نضحي بقلوبنا وبوقتنا.
أنا أزرع الفاکهة والقمح وذاك یزرع الخشخاش ویستخرج النفط لشراء الأسلحة
أنا أسهر للتأمل أو الذکر وقراءة أي کتاب یقوي الإنسانیة وذاك یسهر لیری القنوات الفضاحیة
أنا أدرس وأتعلم وأعیش ما تعلمته وذاك ینام ویشخر ویتأخر...
تذکر أن ما تضحي به هو الذي سیبقی لك أنت، إذن لا تتفاخر به.[/color]
|
|
| |
بدرالشريف2550 | التاريخ: الأحد, 2013-06-23, 7:18 PM | رسالة # 2 |
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
| مشاركة
إلی أي مدی أنت مستعد للتضحیة؟
|
|
| |