بدرالشريف2550 | التاريخ: الإثنين, 2013-03-04, 1:34 AM | رسالة # 1 |
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
| مشاركة
طاقـات الإيمــان
عندما تخبطت الجاهلية الأولى في وحل الظلام والشقاء كانت بأمس الحاجة إلى نبع جارٍ تغسل ما علق بها من هذا الوحل.. فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الله وانقلب حال تلك الأمم من الشقاء إلى السعادة، ومن الظلام إلى النور.. فكان الواحد منهم وكأنه ملك الدنيا بأجمعها؛ فتراه يعذَّب ويؤذى في نفسه وماله وأهله وولده ولسان حاله يقول: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً... قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه الا لله، وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف فى النار". والمفهوم العظيم من هذا الحديث الرائع أنه من جعل حب الله وحب رسوله عنده فوق كل حب فقد وجد طعم الهناء والرضا وإن كادت له السماوات والأرض. لذلك كان السلف الصالح لو أن أحداً منهم قُرِّض بالمقاريض ما استغنى عن دينه وعقيدته؛ لأنه يعلم علم اليقين أن كل ما يريد بيد الله وليس بيد العبيد.. وأن عز المؤمن ورفعة مكانته هي باتباع الحق وكره الباطل بكل أشكاله.. أركان الإسلام.. إن المدقق في هذه الأركان والباحث عن كل العلوم المتعلقة بصحة وسلامة الأبدان والعقول؛ يجد أن كل البحوث المتقدمة أساسها أركان الإسلام.. وسبحان الله! سمِّيت بهذا الاسم لأنها عماد حياة الإنسان، فمن قام بالعمل بهذه الأركان؛ سلمَ بناؤه من كل الآفات الجسدية والعقلية، ومن أهمل أهميتها؛ فلا يتفاجأ إن هلك جسده وعقله، وحتى وإن أخذ بالبحث عن أسباب سعادته؛ فلن يجد إلا ما جاء في ديننا وإن أخذه من طرق ملتوية.. وسبحان الله! تأبى نفوسنا أينما وجهناها إلا أن تكون لله... بداية الرضا من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. لنجمع ضياع أرواحنا، ونوحِّد شمل نفوسنا المشتَّت، ونوجهها لقبلة واحدة، ومن ثم نبدأ بتربيتها.. الصلاة.. اتصال الروح المتعبة المشتاقة للسلام والهدوء مع خالق الأكوان ونور السماوات والأرض، وأخذ طاقة أبدية، وتعليم أجسادنا وأرواحنا أننا في هذا الكون العظيم ليس لنا سوى إله واحد نلجأ إليه ونستمدّ منه قوتنا، وإعلان الولاء الأبدي لله يأتي من المحافظة على الصلاة بأصولها كما جاء بها الشرع، ليأتي الخير لنا بالتفاف الكون كله حولنا، ومنحنا بأمر الله أسراره الخفية التي عبّر عنها الغرب بقوة الطاقة عند اتصال الإنسان بالأرض، ووضع جبّته عليها، وخصوصا في أوقات الصلاة المفروضة حيث تشتد الطاقات التي يحتاجها جسم الإنسان في هذه الأوقات.. فمن أراد الشفاء من الأمراض والأورام والمحافظة على الجسد والرشاقة؛ فعليه بصلاة المسلمين، ولا بد أن تكون الوجهة للكعبة لأنها مركز الطاقة.. فسبحان الله! آمنت عقولهم، وأبت نفوسهم.. إيتاء الزكاة.. يظن الكثير أن المال وحده مفتاح السعادة، وكم نعلِّق الأمال على المال والغنى وبناء البيوت وأكل ما لذّ وطاب.. وعندما نجده نسأل أنفسنا: أين الراحة التي كنا نبحث عنها لنبقى في دوامة البحث؟ وعندما يأتي الجواب بأن يكون في مالنا حق للغير نستنكر..!! وعند الباحثين فعلاً يجدون أن المال يزداد جمالاً ونقاءً عندما يشاركهم الآخرون به، وترى الغالبية العظمى من أغنياء الغرب يسعون لمساعدة الفقراء وإطعام المحتاجين وإيجاد فرص الحياة لهم، وعندما يسألون عن السبب؛ يقولون بكل ثقة: في هذه المساعدات نجد راحة نفوسنا.. وسبحان الله! سبقهم الإسلام في هذا؛ فضرب عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف أروع الأمثلة في العطاء؛ ليسطِّروا على صفحات التاريخ معنى الرضا والقناعة بأن الخير كله في ديننا الحنيف.. الصوم.. ولكل أمة طريقة في الصيام، إلا أنهم وجدوا أن صيام المسلمين هو أفضلها جميعا وخاصة في الأوقات التي ذكرها الشرع، فقد ثبت في العلم الحديث أن صوم الأيام التي يكون فيها القمر بدراً يعود بالخير العظيم على الجسد، فجسد الإنسان مكوَّن من الماء، ويتأثر بحالة القمر من مد وجزر، فتزداد العصبية، وتتقلب الأمزجة، ويفور الدم، ويحدث النزيف في العمليات الجراحية.. وسبحان الله!.. الحج.. مصبُّ جميع القلوب المشتاقة... وهنيئاً لأهل مكة بهذا البيت العظيم.. فيه تجتمع الملل والقبائل من كل حدب وصوب.. فيه تتآلف الأرواح وتعود النفوس الشاردة أدراجها، ويجدد البيعة مع الله كلُّ محب ومخلص.. وعندما يُسأل القادم من هناك: كيف كان الحج؟.. ليكون الجواب: ليتنا بقينا أكثر، فالناظر إلى الكعبة يحس بطاقة عظيمة تغمر جسده وروحه، وكلما طاف وسعى وأدى المناسك؛ تزداد قوته وطاقته، فترى الشيخ الكبير في صلاته وقيامه وكأنه رجع شاباً لا يدري من أين تأتيه الطاقة لأداء المناسك.. وسبحان الله! يدرس علماء الغرب هذا الأمر ليجدوا أن مركز الأرض في مكة، وتجتمع الطاقات الهائلة التي يحتاجها الإنسان لجسده وفكره هناك، وكم من الخير العظيم الذي يعود بالخير على الصحة هناك، وهذا يحتاج إلى كتب كاملة للكتابة في أسرار الطاقة في الحج.. ودائماً وأبداً الحمد لله على نعمة الإسلام..
|
|
| |