من كتاب مهارات في الالقاء المؤثر 2 - منتدى
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
من كتاب مهارات في الالقاء المؤثر 2
بدرالشريف2550التاريخ: الخميس, 2013-03-14, 8:54 PM | رسالة # 1
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
سمعة: 777
حالة: Offline
مشاركة
رابعاً حاجة الناس إليه :
الحديث والكلام مثل الدواء الذي تضعه على الجرح ليبرأ وعلى الألم ليشفى . فالمرض والألم إذا وافق الدواء كان الشفاء وكذلك هي حاجات الناس فإذا مس الكلام حاجة في الإنسان المتلقي كان الحديث موضع اهتمام وأهمية وتقبل لديه . أما إذا كان الحديث بعيداً عن اهتمامات وحاجات المتلقي فإنه قد يمر أمامه دون إن يأبه له .
ولذلك إذا أردت أن يكون حديثاً موضوع اهتمام لدى المتلقي عليك في البداية أن تصنع جواً ومناخاً من إشكالية يعاني منها المتلقي ويكون الموضوع الذي تود طرحه جواباً أو حلاً لهذه الإشكالية
مثلاً : عندما يعاني المجتمع من وباء معين أو مرض فتقوم أنت برسم خطورة هذا الوباء وإشكاليته ثم تقدم الحلول الوقائية والعلاجية لهذا الوباء يكون حديثك موضع اهتمام لديه .
وعندما يعاني المجتمع من الفقر والبطالة فيأتي متحدث أو محاضر ويكون موضوع محاضرته عن التحفيز للعمل ورفع الهمة وتقديم خطط وأساليب وبرامج للعمل المثمر والمربح ولوباء مكانات بسيطة .. فإن مثل هذا الموضوع يلامس حاجة لدى الجمهور فيجعله مهتماً ومشدوداً لحديث المحاضر والأمثلة كثيرة لا مجال لسردها
وهنا يمكن أن ندخل إلى أحاديث المناسبات فعندما يتحدث المتحدث بموضوع يوافق مناسبة يعيشها المتلقي فإن ذلك مما يجعل المتلقي يأخذ بها .
مثل مناسبات الأعراس أو النجاح الدراسي أو النجاح الاقتصادي أو مناسبات الأحزان كالعزاء أو المرض أو
ما شابه .
ولذلك نجد أن الناس يستهجنون عندما يتحدث متحدث في مناسبة حديثاً لا يتوافق ولا يتناسب مع مناخ المناسبة . فالمتحدث الذي يتحدث عن الموت والفجائع مائدة طعام يكون حديثه ممجوجا ومستهجناً مثل الذي يتحدث أصناف الطعام والموائد بمناسبة موت أحد . أو الذي يتحدث عن الخشوع في العيادة والزهد والورع مع زوجته الذي يجلس معها جلسة انسجام وحب على فراش الزوجية .
وقد رأيت شخصاً يتحدث لجماعة كلهم من كبار السن المتدينين عن رذيلة السحاق !!
وقد سمعت بعض يهمس في أذن صاحباً قائلاً : ماذا يعني السحاق ؟!
فالذي يتحدث بغير حاجة الناس كأب كان مسافراً ودخل البيت وهو يحمل الحقائب وأولاده وأهله ينتظرون الهدايا .
وعندما فتح الحقيبة وإذا به يعطي ابنه ابن الخمس سنوات هدية رواية لأهم الكتاب والأدباء في العالم ويعطي ابنه الشاب ابن الثلاثين لعبه عبارة عن دمية ويعطي ابنته الشابة هدية عبارة مظلة أطفال !!

خامساً : مشروعية الحديث .
والمشروعية هنا لها أشكال وأنواع متنوعة ومختلفة .
فهناك مشروعية اجتماعية وهناك مشروعية دينية وهناك مشروعية سياسية وأمنية وهناك مشروعية ظرفية .
فالمتحدث الذي يتحدث عن أمر اجتماعي مسلّم ومتفق عليه ضمن دائرة اجتماعية .
وهذا الأمر يناقض الأمر الاجتماعي فإن الناس لن يقبلونه
مثلا : المجتمع الذي يحترم ذكر الأموات ويحافظ على قبورهم ويحترم ذكراهم . يكون من العبث الحديث عن نبش قبور أهلهم و الاستفادة والانتفاع بأرض قبورهم !!
والمجتمع المحافظ ويعتبر حجاب المرأة مظهر من مظاهر الشرف . فإن العفة والكمال فإن أي دعوى للتحرر في لباسها ومظهرها أمر يجذب انتباه المتلقي لكنه سيحظى بالرفض والسلبية والتشنج وكذلك عن الحديث عن الظرف الديني أو السياسي وبمناسبة الحديث عن الظرف السياسي أحياناً نجد المتحدث يحمله الحماس والانفعال للحديث في قضايا سياسية تخالف توجه البلد الذي يتحدث فيه أو نهجه السياسي .. وهذا غالباً ما يحدث في البلاد العربية أو بلاد الشرق الأوسط عموماً فإن ذلك يجعل الحكومة تمنع هذا المتحدث من الحديث في منتدى أو محفل جماهيري ويكون بذلك قد فوت على الناس الانتفاع والاستفادة منه وأوقع نفسه في أمر كان بغنى عنه .
على المتحدث إن يراعي الظرف الذي يعيش فيه ولا يأخذه الحماس لأن يقول كلمة تكون عواقبها السيئة أكثر بكثير من فوائدها وثمارها الايجابية .
وهنا أنا لا أقول أن يمارس المتحدث أسلوب المتزلف والمتملق والمنافق فيحمد السيئ ويذم الحسن ويجعل الحق باطلاً والباطل حق ! إنما أعنيه أن في المواضيع التي يمكن بحثها كثير من الناس وباتت معروفه , فلماذا يضع نفسه في زاوية ضيقة ولا يرى أمامه سوى الحديث فيما يضره وقد لا ينفع الآخرين ؟!
سادساً:تحديد الوسائل والمؤثرات المعنية:
في كثر من الأحيان يحتاج المحاضر أو المتحدث إلى بعض الوسائل المعنية وبعض المؤثرات المرافقة لحديثه ومحاضرته ليكون ذلك أوعى وأبلغ في جذب انتباه المتلقي وإلى تثبيت بعض المعلومات في ذهنه وإلى شرح وتوضيح مالا يصل بالكلمة
ومن هذه لوسائل المؤثرات المساعدة :
1 – رسومات بيانية على الحاسب
2 – أفكار موجزة وتعدادات .
3 – تسجيلات صوتية
4 – صور متلفزة وأفلام
5 – ألواح وطباشير
6 – نشرات
7 – أعمال تمثيلية وعروض مسرحية
والمتحدث البارع يستطيع اختيار الوسيلة الأكثر فائدة لترافق خطابه .
لأنه إذا اختار طريقه أو وسيلة متوائمة وملائمة للعرض يكون لها تأثير عكسي وسلبي ولذلك على المتحدث التأني والدقة في اختيار الوسيلة الأنسب .
وعليه أن يختارها أثناء تحضير الخطاب الذي يريد إلقاؤه على المستمعين .. ويتأكد منه ومن صلاحيته قبل البدء بالمحاضرة وذلك بإجراء تجربة عليه .
فمثلاً من يريد أن يتحدث عن المجاعة وتأثيرها على العالم ويدعو الحضور للتبرع والمساندة
إذا رافق حديثه وسيلة مساندة مثل : فيلم قصير يوضح ويبين الوفيات والأمراض وشدة البؤس التي يعيشها مجتمع ما .. فإن هذه الوسيلة تكون عامل مؤثر كثيراً في نفوس المتلقين ويكون لحديث المتحدث أعمق التأثير في قلوب المستمعين
وكذلك إذا رافق ذلك // سلايد // في الناشر الضوئي يبين الإحصائيات للمرض والوفيات ومعدلات الدخل وتاريخ الكوارث وما حدث كذلك هذه وسيلة تؤثر في نفوسهم .
وأحياناً يقوم المحاضر قبل المحاضر قبل المحاضرة بعرض فيلم قصير يهيئ المستمع للدخول إلى جو المحاضرة ولكي يستجمع ذهنه لتلقي الموضوع الذي جاء ليسمعه ولكن يجب أن لا يكون الفيلم طويلاً بحيث يشكل مللاً أو تعباً وجهداً ذهنياً يشتت انتباهه عند إلقاء المحاضرة .
كما يمكن للمحاضر إن يطبع منشوراً فيه أهم أفكار المحاضرة وما يجب أن يوصله للمستمعين فيوزعه في نهاية المحاضرة .
وهناك مجموعة من المسائل يجب الانتباه إليها :
1 – عندما تعرض شيئاً كمعلومة أو أفكار أو صورة للجمهور فإن الجمهور سيتحول نظره وانتباهه إلى ما تعرضه وليس إلى حديثك ولذلك عليك إن تختار بدقة وقت عرض الوسيلة المساندة وتترك فترة من الزمن دون كلام للجمهور للجمهور لتفحص هذه الوسيلة وقراءتها . وبعد ذلك قم بالشرح .
2 – بعد إن تشرح أو تقرأ ما في الوسيلة المساندة وتنتهي منها قف قليلاً ولبرهة من الزمن أعد الاتصال مع الجمهور من خلال العيون وعندما تشعر إن الجمهور عاد إليك تابع حديثك .. وهكذا كلما عرضت شيئاً توقف قليلاً وحاول الاتصال بالجمهور من خلال النظر
3 – لا تترك على اللوح أو وسيلة العرض شيئاً وأنت تتحدث لئلا ينشغل المتلقي بما هو معروض عن حديثك .
 
بدرالشريف2550التاريخ: الخميس, 2013-03-14, 8:56 PM | رسالة # 2
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
سمعة: 777
حالة: Offline
مشاركة
– مهد بشكل مشوق لوسيلة العرض التي ستقدم جواباً لتساؤلات المتلقي .. وبعد ذلك قم بالعرض وحاول إن تتفحص ما عرض وكأنك واحداً من الجمهور ولكن بتفحص العارف لما هو موجود فيها والعارف للمعلومات كاملة بحيث تستطيع قراءتها دون النظر إلى العرض .
5 – لا توزع نشرة عن مضمون المحاضرة قبل البدء بالمحاضرة لأن ذلك سيفقد المحاضرة إثارتها وبالتالي قد يفقد بذلك انتباه المستمع بل عليك إن توزعها في آخر المحاضرة ليظل بينك وبين المتلقي مادة تذكره بالمحاضرة .
6 – إذا أردت أن تكتب أو ترسم شيئاً على اللوح أجعله كبيراً وبسيطاً وواضحا ومفهوماً كفاية .
7– إذا كنت على مسرح تلقي محاضرة وكنت تضع جانباً جهاز الحاسب الذي بواسطته تغير ما على اللوحة من معلومات أو صور فلا تنتهي من فكرتك ثم تظل صامتاً تمشي إلى إن تصل جهاز الحاسب لتبدأ العرض أو التغيير .. بل عليك إذا شعرت إنك ستنتهي فكرتك إن تكون بجانب الحاسب بحيث عندما تنتهي الفكرة تكون يدك على الحاسب لتغير وكذلك الذي يلقي محاضرة وقد كتب المحاضرة على الوورد على الحاسب عليه أن ينتقل إلى الفكرة التالية دون أن يشعر المستمع أي لا تترك فترة من الصمت وأنت تبحث عن الفكرة التالية في الحاسب لأن ذلك يشعر المتلقي أنك لم تحضر محاضرتك بشكل جيد وهذا يفقد الحماس والتعلق بالمحدث .
سابعاً : وضع مخطط أو خارطة تختصر الموضوع بالخطوط العريضة .
بعد أن تكتب الموضوع الذي تريد إلقاؤه والحديث به بشكل كامل حاول أن تكتب الموضوع بشكل ملخص وعلى شكل خطوط عريضة أثناء إلقائه .
لأنك عندما تحضر الموضوع بشكل جيد يكفي أن تكتب العناوين المهمة لتتذكر مادة العنوان والمكتوب فيه وبإمكانك أن ترتجل عندها .
أما إن كان الشخص يملك القدرة على الارتجال بشكل كامل فبإمكانه أن يحتفظ بالورقة في جيبه احتياطاً خشية أن يرتبك أو ينسى فقرات موضوعه يكون عندها لديه ما يجعله يرتب الموضوع ويقرأ عناوينه كما يجب أن تكتب العناوين بأحرف أكبر بكبير من الأحرف التي تكتبها بشكل عام حتى يتسنى أن تقرأ من مجرد مرور النظر إليها .
كما يفضل أن يكتب العناوين بألوان مختلفة وهذا المخطط شبيه للفهرس الذي تقراه في نهاية الكتاب فهو كالدليل لمضمون الكتاب ولعناوينه وفقراته .
ثامناً : أن تكون صريحاً وواضحاً في مفرداتك وألفاظك وموضوعك
الكلمات الواضحة والصريحة تدخل إلى القلب بسرعة ويفهمها الإدراك والعقل بسهولة ويسر ..
ولا تجعل الذهن يشرد في البحث عن معناها .. ومرماها .. وبالتالي سيظل المتلقي مشدوداً للحديث المسموع كلمة كلمة خطوة وخطوة .
و لذلك لا تحاول أن تتشاطر في انتقاد الألفاظ والمفردات المعجمية لتظهر إلمامك وسعة معرفتك . هنا ستخسر المتلقي وستقطع عملية التواصل معه والكلمات الصريحة والواضحة ستجعل المتلقي يشعر أنك تخاطبه وحده وهذا الشعور سيكون عاماً للجميع ..
أما الكلمات الخاصة سترهق ذهن المتلقي وتجعله يشعر وكأنه غير معني بهذا الحديث .. وربما جعله يشعر أنك تخاطب أشخاص معينين وربما شعر الجميع بهذا الشعور فا نصرفوا عنك بالكلية عندما يأسوا من التواصل معك . وبالتالي أصبح خطابك ومحاضرتك كمن يغني في الحمام لوحده !!
ومن الأخطاء الشائعة عند كثير من المتحدثين والخطباء أنه يتعمد إقحام بعض المفردات الأجنبية أو الفلسفية التي لا يفك رموزها وطلاسمها إلا المتخصصون الخاصة
في حين كان يمكن أن يعطي المفردة ترجمة مباشرة باللغة التي يحكيها أياً كانت .
وأحياناً تتحول مثل هذه المسألة عقدة نقص ثقافية لدى بعض المحدثين . فيرى إن كلامه لا يصل إلى درجة القوة والتميز إلا بهذا النوع من الألفاظ .
وقد لاحظنا إن هناك علماء كبار لا يستطيعون تبسيط مفرداتهم لجميع من يسمعهم بل ظلوا يتكلمون بمفردات جزلة وعبارات لغوية عميقة لا تتناسب مع كل ثقافات المتلقين لذلك ظل هؤلاء العلماء كمن يعيش في برج عاجي مرتفع لا يدركون ما يحدث على الأرض .. وظل الناس يعرضون عنهم رويداً رويداً .
ورأينا من هم أقل منهم معرفة وعلماً استطاعوا أن يؤثروا في الجماهير لأنهم تكلموا ببساطة ووضوح وصراحة ومباشرة .
لأن العبارة البسيطة والميسرة والواضحة يستطيع أن يفهمها الجميع صاحب الثقافة العالية وصاحب الثقافة البسيطة .
ونحن لا تقول بأن المتحدث يمنع عليه أن يقول كلاماً بليغاً أو كلاماً أدبياً أو كلاماً قوياً لا ..
لأنه قادر أن يكون خطاباً بليغاً وعميقاً و قوياً و مؤثراً وأدبياً بعبارات واضحة .. وليس بالضرورة أن يكون بألفاظ صعبة المنال والفهم أو اللغة الخاصة يمكن أن تكون للكتابة أو للأعمال الكتابية الخاصة التي يمكن أن يتعاطاها الخاصة أو يتعلمها العامة ..
تاسعاً : حدد الزمن الذي يستغرقه الموضوع :
معروف أن انتباه الإنسان لا يستطيع أن يقاوم على مستوى واحد لأكثر من عشرين دقيقة فإذا تعداها بدأ الذهن والانتباه بالتراخي والشرود ولذلك على المتحدث البارع أن يضع في حسبانه إن لا يطيل في موضوعه الذي يود إلقاؤه لأنه إن أطال سيكون كمن يعزف عند الطاحونة فهو لا يسمع إلا نفسه .. وبتحديد الزمن سيجعل المتحدث يعرف من البداية أي الفقرات التي تحتاج إلى الإطالة وأيها تحتاج إلى التقصير والتقليص وأيها تحتاج إلى الشرح والتفصيل وأيها تحتاج إلى أن يمر منها مروراً عابراً ويشير إليها إشارة بعبارات محددة وواضحة تغني الفهم وإذا اضطر المحدث إلى الإطالة يجب عليه أن يروح الانتباه بحيث يملل حديثه بعد ربع ساعة من حديثه بعض الدعابة أو بعض التفاعل .
مثلاً يحكي نكتة تحترم الموضوع .
أو يسأل الجمهور مستقصياً وممحصاً عن فهمهم أو يجري بعض التجارب على الجمهور ببعض التمارين
ليثبت بعض المفاهيم التي تحترم الموضوع أو يتوقف ليسمع سؤالاً من الجمهور أو استفساراً أو مداخلة وإضافة .
على أن لا يكون الفاصل طويلاً بل لا يتجاوز الدقائق المعدودة من 2 – 5 دقيقة .
وبعد ذلك يرجع ويستكمل موضوعه حتى النهاية . ويمكن أن يعاود الفاصل لأكثر من مرة كلما شعر أنه تجاوز الربع ساعة أو أكثر بقليل .
 
بدرالشريف2550التاريخ: الخميس, 2013-03-14, 8:59 PM | رسالة # 3
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
سمعة: 777
حالة: Offline
مشاركة
2 – فيما يتعلق بالمتحدث :
المتحدث هو الشخص الذي يحمل الموضوع أو الفكرة التي يريد إلقاءها على أسماع أشخاص معينين .
ولكي تكتمل معادلة المتحدث البارع وبعد إن تحدثنا عن المادة او الموضوع الذي هو بمثابة الرسالة التي يراد إيصالها للمتلقي الآن سنضيء بعض الجوانب فيما يتعلق بالمرسل لهذا الخطاب .
أولاً المعرفة :
وقد تحدثنا سابقاً في فقرة ( الإلمام بالموضوع الذي نريد أن تحدثنا به )
وقلنا أنه لابد للمتحدث أن يكون ملماً بالموضوع الذي يريد أن يتحدث عنه لأننا نجد أن بعض المتحدثين يلقون حديثاً مستكملاً كافة الشروط والعناصر ولكنه قد يكون نقله حرفياً من متحدث آخر وجاء قدمه كما حفظه .. وهذا نراه أحياناً في بعض خطباء المساجد فإنه يحفظ خطبة لخطيب معروف ومشهور فيأتي شخص عادي ويحفظ الخطبة بشكل حرفي ويلقيها أمام الجمهور فيعجبون بها .. ولكن لرجاء شخص وسأل هذا الخطيب عن فكرة لم ترد في ثنايا الموضوع فإن هذا الناقل سيقف حائراً عاجزاً .. أو أنه سيجيب بما يكشف جهله ونقصه !! ولذلك على المتحدث أن يكون مثقفاً بشكل عام وهو أن يعرف شيئاً عن كل شيء عن شيء .
كأن يكون المتحدث يبحث ويتحدث في الدين فعليه أن يعرف ويعلم بكل شيء عن الدين ولكن عليه كذلك يعرف شيئاً عن السياسة والأدب والعلوم الطبيعية والاجتماعية والقانون وهكذا ..
الأمر الآخر أن يكون مطلقاً وعارفاً للآراء المختلفة في الموضوع الذي هو بصدده وعارفاً وملماَ للردود المقنعة للآراء المناقضة لوجهة نظره المطروحة . فإن هذا سيعطيه قوة في الإلقاء وقوة في الرد والمحاججة .
ثانياً : الثقة بالنفس :
عندما يتحدث المتحدث وهو ليس من ذوي الخبرة والمعرفة فإنه غالباً ما يعيش حالة عدم الثقة بالنفس .. لأن استعداده يكون ضعيفاً ..ويكون تواصله مع الحضور بغير فاعلية وتأثير .. فتراه يسهب في العناوين التي لا تحتاج إسهاب ويمر على العناوين التي تحتاج إلى شرح وتفصيل مرور الكرام كالمتصفح ولذلك ترى حالة الارتباك والتلعثم بادية عليه أثناء الإلقاء وتراهم يستعجلون في الكلام ليغطوا النقص الذي عندهم ولئلا ينتبه إليهم أحد .
وهذا المتحدث غالباًً تراه غير قادر على التواصل مع الحضور بنظره إنما يثبت نظره على نقطه معينة
ويكاد لا يزيح نظره عنها : وربما بقي ثابتاًً في مكانه لا يتحرك ابد اًً.
ومثل هكذا شخص لن يكون لحديثة ولإلقائه التأثير في الحضور وسيكون هو في وادِ و الجمهور في واد آخر .
أما الشخص الواثق من نفسه فإنه يبث طاقة مؤثرة على الموجودين من خلال نطقه للحروف والجمل .. ومن خلال الشعاع الصادر من عينيه وحركاته ولكي تملك هذه الثقة عليك بما يلي :
أ – حضر الموضوع الذي تريد إلقاؤه بشكل جيد وحاول أن تحفظه .. وتدرس الآراء الأخرى
ب – حاول أن تنام قبل موعد الإلقاء بساعات قليلة ولو لمدة ربع ساعة .
إذ ذهب إلى مكان الإلقاء وأنت متنبه الحواس والجوارح .
د – برمج نفسك عصبياً على أنك ستنجح في إلقاء محاضرتك أو كلمتك كأن تقول لنفسك أكثر من 21 مرة : // أنا متحدث بارع : // أو تقول 21 مرة: // أنا ناجح في ألقاء المحاضرة // أو ما شابه من هذه الكلمات .
هـ - ادخل إلى القاعة أو إلى منصة الإلقاء بهمة عالية وقوة وتوجه إليهم وأنت مبتسم ابتسامة حميمة وحيهم بشجاعة وقوة وحب وانظر إليهم جميعاً وأنت تحييهم .
و - لا تهتم كثيراً بمن يجلس بطريقة ليشعرك أنه غير مهتم بك فهذا شخص لم يعرفك بعد .
ز – لا تخجل أبداً أن تقول لسائل أنك لا تدري فإن لا أعلم هي نصف العلم أو قل له : سنبحث هذا الموضوع بعد الانتهاء من المحاضرة .
ج – لا تتحرك بارتباك أو خجل بل تحرك كالفارس الشجاع
طـ - كن هادئاً ولا تستثار بسهولة أو تظهر عصبيتك بل ترجم عصبيتك بابتسامة عريضة
ي – تجنب الأسئلة التي تثير القلق وعدم الثقة في النفس :
1 – ماذا يتوقع الحضور مني ؟
2 – هل سيستمعون إلي أم سيخرجون وأنا أتحدث ؟!
3 – هل سأتعرض لأسئلة لا أعرف الإجابة عنها ؟ !
4 – كيف سأقف أمامهم وفيهم من هو أقدر مني !!؟
5 – ماذا يحدث لو أني نسيت الموضوع كله أو بعض فقراته ؟!
6 – هل سيفهمون على لغتي بوضوح أم أني سأتلعثم ؟! وإن التحضير الجيد والثقة بالنفس يقضي على كل هذه الأسئلة المثبطة جميعاً .
ك – تذكر الفائدة التي سيحصل عليها الناس وكم ستساهم أنت في إصلاح عليها الناس وكم ستساهم أنت غي إصلاح الناس وتغييرهم نحو الأفضل وأنك لست إلا مبلغ يحمل الورد والخير للناس فإن هم قبلوه فهذا خيرهم وإن لم يقبلوه فهذا الأمر لا يكسرك ولا يجعلك ترتكس فالأنبياء المؤيدون من الله رفضهم أقوامهم وما خارت قوا هم ولم ينكصوا أو يتراجعوا أو يتخلوا عن مهامهم .
3 – الصدق والأخلاص :
من الوسائل والعوامل التي تساعد على الصدق والأخلاص هو أن تسأل نفسك بدايه :
لماذا أريد أن ألقي هذا الحديث ؟
أو بمعنى : ما هو هدفي من ألقائي لهذه الكلمة ؟
وللإجابة عن هذا السؤال المهم حاول أن تبحث عن هدف سام وراق وذو حقيقة معنوية وأخلاقية راقية
مثلاً : عندما أجعل هدفي من ألقائي لهذه المحاضرة أو هذا الحديث هو إرضاء إلله عز وجل وثم لأن فيه فائدة لمجتمعي ولو أن مجتمعي أخذ بكلمتي فإن الفائدة والمنفعة سترفع أو تقضي على مشكله يعاني منها ..أوستعجله يتخلص من حيرته ..الخ
وأن هذه الفائدة ستكتب في صفحة حسناتي وسترضي ربي سبحانه وتعالي .
فإن هذا الهدف سيولد في قلبك وروحك همة وطاقة إيجابيه تسري في كل كيانك وجوارحك وأعضائك وستنتشر هذه الطاقة على كل الحضور وتؤثر في قلوبهم وقابليتهم للأخذ بما تقول
الصدق والإخلاص التي يتمتع بها المحدث في حديثه وقبل وبعد الحديث سيجعل المتلقي يأخذ الحديث بروح جادة ويؤثر فيه للالتزام بكل مقتضياته وآثاره .
كما يقال : الصدق في أقوالنا .. أقوى لنا .
والكذب في أفعالنا .. أفعى لنا .
وعندما يكون المتحدث صادقاً ومخلصاً في حديثه ستعرف ذلك في لحن خطابه وأسلوبه وحركاته وكذلك عندما يتعامل مع حدثه وكأنه جمل يريد فقط أن يتخلص منه .. أو أنه يقدم أفكار هو غير مؤمن بها .. إنما يقصد منها المال أو الشهرة أو العناد أو الانتقام أو المعارضة أو ... الخ 0 والمتحدث الصادق ستراه ينفعل ويتأثر ويبدو عليه التأثر في فقرات وحنايا وثنايا حديثه فيتحمس في الموضع الذي يحتاج حماساً ويتأثر في الموضع الذي يقتضي التأثر ويفرح في مواضع البشارة ويتأثر منكفئاً على نفسه في مواضع الألم والخسارة .
ولذلك يقول الله في القرآن الكريم
( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
4 - المظهر اللائق :
مظهرك الذي تظهر به أمام المتلقي يشكل الانطباع الأول في نفسه لأنه أول رسالة تصل إليه منك .. فعليك أن تكون دقيقا في اختيار الرسالة الشكلية التي تود إيصالها للمتلقي استعداده لقبول أو رفض ما ستقوله بل ستكون هي الرسالة التمهيدية لتهيئة المتلقي للتعامل مع المضمون وموضوع رسالتك أو محاضرتك التي تعبت في تحضيرها .
فالمظهر اللائق يرفع ويقوي من رصيدك الايجابي لمستمعيك ..
لأن الناس يميلون إلى الشكل اللائق والمظهر الحسن والمتجانس والمتوافق مع طبائعهم ولا يخدش تقاليدهم وعاداتهم .
ولذلك ورد أن النبي الكريم محمد صلى لله عليه وسلم كان إذا أستقبل وفداًً من الوفود يخرج إليهم بلباس
لائق وخاص به .
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: