الرئيسية » 2014 » يونيو » 19 » الانسان والعقل...........18.
5:59 PM الانسان والعقل...........18. |
عوالم الغقل ومعالمه إنه من السهل استدراج الفهم الخاص بعوالم العقل ومعالمه ، لأنها لها نفس الصبغة المذكورة في مراتب قوى العقل ودرجاته ، إلا أن الاختلاط بين العوالم والمعالم هو الذي يجعل مشكــل حجاب الفصل .العالم الأول من عوالم العقل لا يسجل إدراكه في الدماغ نهائيا ، بل صورة مسجلة في القـوة الكامنة فوق الدماغ والتي سبق وصفها على أنها مشكلة في نور له ألوان ، وهو عــبارة عــن التسجيل الباطني للدماغ ، ويشكل قوة الجسم الثاني للإنسان المكون إما من قوى الطبيعة ، أو من قوة النور. فالمهم هو أن المرتبة الأولى في العالم الأول للعقل هي أساس ومركز لتسجـيل إدراكي لكل ما في الطبيعة الظاهرية من أشياء موجودة ومخلوقات ، والمــعالـم الــثــمانــيــة المحاطة بالعالم الأول للعقل أساسها إدراك حسي ، فالدرجة الأولى : الإدراك فــيــها يــكــون تمييزا لما في الطبيعة فكريا أو بقوة حاسة البرودة . والدرجة الثانية إدراكها يكون بالحرارة ، والدرجة الثالثة باليبوسة ، الدرجة الرابعة بالرطوبة ، وباقي الدرجات يكون باختلاط الرطب الحار أو اليابس البارد أو الرطب اليابس أو البارد الرطب . فالدرجات الأربع الـثانــيــة هــي اختلاط الدرجات الأربع الأولى . ولا ميز القدماء قوة الحواس في تركيب رباعي على حسب العناصر الأربعة الطبيعية ، وجعلوا الدائرة على الجهة اليمنى للعوالم أساسا لـوجــود الــقــوة الإيجابية ، ودائرة المعالم على الجهة اليسرى من المربع لوجود القوة السلبية .والعالم الثاني للعقل هو مواز للمرتبة الأولى لقوى العقل ، إلا أن التسجيــل فــيــه فــي قــوة الدماغ ، مختص لصورة الطبيعة الظاهرية مع جعلها طبيعة أخرى باطنية تكون موردا لقــوة الخيال ، إما فكريا أو حسيا كما هو الشأن في العالم الأول للعقل . ونجد كذلك المعالم الثمانــية محاطة بالعالم الثاني مكتسبة لنفس الوظائف المؤداة بواسطة قوى الدماغ والمتحركة بــقــوى الحواس تجاه الدماغ .العالم الثالث هو كذلك محاط بمعالم ثمانية ، إلا أن التسجيل في قوى الدماغ يحتوي على كل ما يراه الإنسان من نور ظاهري كالضوء أو النور نفسه ، ودرجاته الثمانية هي نفس ما ذكـر في العالم الأول للعقل .والعالم الرابع للعقل هو مضمون العالم الثالث إنما في صفة باطنــيــة . ويــتــم بــهــا إدراك الأحلام .والعالم الخامس نجد فيه ما يدركه العقل كالأشياء المتحركة والتي لا ترى مثل قوة طبيعــيـة أو الريح إذ يشعر به الإنسان ولا يراه .والعالم السادس هو نفس أساس العالم الخامس ، إنما إدراكه يكون باطنيا ، فيشعر الإنــســان بكل قوة باطنية غير مدركة ظاهريا ، ولكن تدرك عقليا ومنها القوى الطبيعية التي يكتســبـها الإنسان .أما العالم السابع ، فشامل لما ذكر إلا أن الحاسة السادسة هي المؤدية للفهم والإدراك .والعالم الثامن يدخل ميدان عوالمه في كل ما لا يدرك بالحواس الخمس ، أو بالحاسة السادسة ، أما المعالم فهي أساس كل شيء يدرك بالفكر أو بالحواس ، وعوالم المعالم هي عبارة عــما يعطيه الإنسان من صورة لشيء غير مرئي . فالفهم عن الجنة مثلا يجعل في مراتب المعالــم علما صوريا مختلفا ، في ثماني درجات وعلى هذا المنوال يتم الفهم . وكل مطبق لأي طريقة كانت لا يدرك بواسطتها الفرق في هذا الميدان ، نجد أنه يجعـل فــي قــوى إدراكــه صــورة لخالقه مشكلة ، إما في أشياء موجودة أو مشخصة أو عبارة عن قوة مدركة ، وهذا لا يــمـكن لأنه لا يوجد شيء وراء الطبيعة له كبيعة أخرى ، ولا شيء فـوقها والخــالــق هــو دونــها ، وجوده ليس وجوديا في الوجود ولا عدما في العدم ولا وجودا في العدم أو عدما في الوجود ، والإدراك الغيبي هو أساس علم الإنسان ، ومعرفته حول وجود الخالق في العقل نفـسه ، ولا يمكن إدراك الخالق ووجوده بقوى العقل . وكل ما يسمى طبيعة هو تمييز بين مراتب الكون، ومراتب الكون هذه تكون لها عوالم إن كانت وجودية وتكون معالمها إن كانت غير منكشفة ، كالشيء أو العدم أو الاضمحلال أو المجهول . والخالق ليس له مكان يعـرف فــيــه أو فــراغ يملأه لا داخل الطبيعة ولا خارج الأكوان كلها . ولا يمكن للعقل ولا لقوى عقــل الإنســان أن تدخل مكانا في الكون أو وراء الكون للاتصال مع بصفة مدركة لفهمه كخالق للأشياء وغـيـر الأشياء ، واعتبارا للفهم أنه دون الأشياء ودون ما وراءها .إن إدراك معالم العقل وعوالمه هو الشيء الذي غفل عنه الكثير مـمــن طــبــقــوا الــطــرق المختلفة ، والجهل في هذا الميدان يؤدي بالباحث على تدهور عقلي وإلى خروج عـن أصــل العلم ، والعلم ليس فيه اختلاف لوجود حقيقة ثابتة في كل الأشياء ، حتى ولو حاول الكثـيرون محو العوالم والمعالم المترتبة في العقل ، ولن يتمكنوا من ذلك في أي طرق كانت ولا يمكــن محوها بل ضرورة الثبات فيها لازم لكل بالغ في العلم والمعرفة ، إنما منبع العقائد المختلــفـة يكون أغلب من يجعلها هم ببالغين في مراتب العقل ودرجاته ، وعند بلـوغ الإدراك عــنــدهم بواسطة الحواس إلى ميدان المعرفة حول عوالم العقل ومعالمه ، نجد أن طرقهم منطوية على أخطاء كثيرة وكبيرة تجاه العلم الحقيقي لحقيقة الأشياء ، وتكون عند هؤلاء قوة مسيطرة على قوى عقل الإنسان ، وبإمكانهم تغيير مراتب القوى الطبيعية . وهذا يشكل انحرافا قويا عــنــدكل متبع لهم . أما إذا كان العلم أساس منطلق الإنسان في بحوثه ، فإنه إذا تمكن من مــعرفـة الصول العقلية في عوالم العقل ومعالمه نجده إنسانا يتفرغ إلى العبادة دون فرض العزلة عـن الناس أو عن الأشياء اللازمة لعيش الإنسان . |
|
مجموع التعليقات: 0 | |