الرئيسية » 2014 » يونيو » 17 » الانسان والعقل..................16
9:56 PM
الانسان والعقل..................16

والكتب المنزلة هي وسيلة للخروج من الــظــلــمات إلــى النور. وإن لم يتبع الإنسان الهدى فقد نفسه في ضلالة لا محالة . والباحث بقوى النور معـتمد على ما جاء به الأنبياء ومؤمن بالله ، قد تتطور معرفته بالتطبيق الصحيح إلى اكتساب قــوى وتركيز ثم اتصال باطني يمكن به تصحيح اعتقاده وعلومه والتمييز بين الخـطأ والــصواب ، وتكميل فيه بسط كبير لما ورد في الكتب المنزلة . وعند هؤلاء نجد علوما من بداية الـبــشــر إلى الحديث . وما كان صمتهم إلا خوفا بأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ، وذلـك لــعــدم وجــود معجزات لإدعام أقوالهم كما هو شأن الأنبياء والمرسلين . وتدفن هذه الــعــلــوم مــتَــى دفــن صاحبها إلا أن يورث في علومه ويورث صمته كذلك . ولابد للباحث أن يعرف شيئا من هذه العلوم .  

  لم يكن الشرك بالله في عبادة الأصنام وحدها ، بل تركز في النطق كذلــك ، فــإن الــقــدماء وصفوا أنفسهم بالألوهية ويظهر الشرك نطقيا في اللغة الغير الــمــنــزلة كاللــغــة الــدارجــة المستدرجة من اللغة العربية الأصلية التي لا عوج فيها ، وعلى سبيل المثال نذكر ما يــلــي : إذا قيل لأحد ، لا تعمل ، باللغة الدارجة ، يقال ما تَخْدَمْشْ ، وللأنثى  ما تْخَميشْ ، وللجــماعة ما تَخَدْمُوشْ . وإذا ألغينا لفظة مات في ما لفظ ، نجد أن خْدَش وخَدْموشْ هي أســماء للــجــن وكذلك نفس الشيء في ما بقي من نطق متشابه :

ما تقدروش- ما تقدريش - قدروش وقدريش

ما تحمدش – ما تحمدوش – ما تحمديش : حمدش – حمدوش وحمديش

  ما تلعبوش – ماتلعبيش: لعبوش ولعبيش

  ما تمشيش – ما تمشيوش: مشيش ومشوش

كل هذه الأسماء لقبت أنها أسماء للجن .

                                                                                                                  وهناك صنف آخر في اللغة ينسب فيها اسم الله مشروكا بأشياء أخـرى إذا أردنــا أن نــقــول لأحد : كُلْ فبالدارجة نقول : يالله كل ، فنسب لله الأكل ، وكذلك فيما يلي : يالله سير: نـسب لله السير، يالله خذ ، يالله ما تبكيش ، يالله اشرب ، يالله نعس . ومن هنا ينطلق الباحث إلى تدريج اللفة الدارجة ، كما يذكر عاد في القول : عَادْ كانْ هُنا ، عاد امشا ، عاد أكلا ، وعاد وثــمــود عرف القول عنهما في القرآن ، ونجد وُدَّ هو كذلك ينطق به في اللغة كلـفــظ ياودّ كول ، ياودّ سير، ياودّ خذ ، إلى غير ذلك .

  أما اللغات فهي اللغة الشيميذية وهي لغة آدم عليه السلام ثم اللغة السريانية واللـغة الــعبـرية والعربية والمتكلم غير هذه اللغات ، نجد في ألفاظه شركا بما يشرك فـي القــول مــن نــطــق بأسماء أشخاص عرفوا بالطغيان ، وسميت أسماء الكواكب على الأشخاص الــذين نــســبــوا أنفسهم للألوهية وعلى أنهم هم الذين خلقوا تلك الأشياء كمركور- وأرنوس- بلتون إلى غــيـر ذلك ، وكذلك أسماء الشهور مار-أبريل-أو كانون الأول وكانون الثاني- أو ربيع الأول وربيع الثاني ، فهم ملوك اعتبر أن قواهم تتجلَّى في تلك الشهور المسماة بأسمائهم .

  والسحر طريقته تعتمد على قوى الأشخاص من الجن أو من الإنس ، والاستمداد من قـواهم أو استحضارهم والتفصيل في هذا قد يطول ، وهذا شيء مختص في علم اللغات ، والــمــراد هو إثارة الانتباه أن الإنسان قد يتصل بقوى ظلمانية دون إدراك تام لما ينطق به أو لما يعمـله ، ويغير كل ما جاء في الكتب المنزلة ، ويستصغر الإنسان كل ما يفعله رغم أن ذلك لـه أثــر بليغ عليه ، يحجب عنه كل اتصال بمعرفة الحقيقة . وللصلاة شروط وطريقة محكمة كما هو الشأن في قراءة القرآن أو الوضوء ، ويكفي أن يخطىء الإنسان قليلا فيمنع عــنــه الــوصول لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا . وأمر الإنسان أن يسأل أهل الذكر إن كان لا يعلـم ، كــما أنــه حر في اختياره أن يكون مؤمنا أم كافرا . ولو كان العقل للإنسان مرشـدا لــتــبــيــن ما ذكــر للباحثين ، ولكن هذا النوع من المعرفة له شروطه وطرقه المحكمة ، ولا يمكن لإنسان يكــفر بالله ويشرك به أن يكتشف علوما حقيقية لمعاني الأشياء ، والله يعلم من يشاء ولا يشرك فــي حكمه أحدا .  

  أمر الإنسان أن يفكر في كل شيء ويسعَى إلى الصراط المستقيم ، وحـقا إن كــان للإنــسان عقل فليفكر به .

مشاهده: 398 | أضاف: بدرالشريف2550 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *: