الرئيسية » 2014 » يونيو » 14 » الانسان والعقل...........15.
7:36 PM
الانسان والعقل...........15.

  إن الإنسان لا يمكنه الاستغناء عن الطبيعة لكونه كائنا حيا فيها ، ودون الهواء والــغــذاء لا يمكنه العيش ، وكل الطرق الأولية كان أساسها البحث المستمر في كيفية يمكن للإنـسان بــها أن يخرج من سجنه الطبيعي ، ولن يتمكن من هذا إلا إذا تجرد من جسمه لأن قــوى الإنـسان لا تحتاج إلى غذاء بل الجسم هو المقيد بالطبيعة وقواها .

  وطرق اليوغا منذ القديم اعتمدت معرفتها المطبقة على كيفية التخلي عن الجسم والـبقاء في الحياة الباطنية الظاهرية في باطن قوى الطبيعة والغير المهددة بالانقلاب الطبيــعي . ورغــم هذا لم يتمكن الإنسان من الاستمداد من أصول القوى الخارجية عن الطبيعة والاتصال الدائـم بالقوة الصفراء

                                                                                                                  وبهذا الاكتشاف الكوني اعتمد الإنسان في بحوثه على الغشاء الكوني ، وركز التفكير حــول السماوات السبع المتحدث عنها في الكتب المنزلة ، والتي أراد الإنسان إدراك معالمها . فـظن كثير أن القوى الكونية في مراتبها تعني السماوات السبع ، ولن الإنسان لم يبلــغ إلــى الــقــوة الصفراء وإدراكها ، فكانت المعرفة عن السماوات السبع والأراضي السبع كذلك مـحصــورة وغيبية بالنسبة لكل تطبيق جزئي أو كلي بقوى الطبيعة وقوى العقل .

  فالإنسان بواسطة العقل لن يتمكن من تصحيح رتب الكون في ما وراء الكون المدرك بقوى العقل كالسماوات والأراضي السبع أو حتى إثبات وجود الملائكة ، وقيل للأنبياء عند ظــهور أشخاص يوصفون بملائكة أن هؤلاء ما كانوا إلا صورا ظاهـرية لأشــخـاص ماتــوا أو فــي أمكان أخرى ، وقد سبق الحديث عن إمكانية الإنسان أن يجعل من جسده الظاهــري جــســدا آخر صوريا . واتصف كثير من الناس باتخاذهم وصف الملائكة وأظهروا ذلك عن قدرتـهــم بتحريك قوى طبيعية أو عدم تناولهم للطعام ، وهؤلاء يأكلون - كما يقال – من الكون ، وسـر ذلك أن الإنسان عندما يدرك القوة الكامنة في الطعام ويعرف أشعتها ، بإمكانـه أن يــتــنــاول الطعام دون أن يمسه وذلك بتناوله الأشعة الظاهرية باطنيا والكامنة في الــطــعام. والإنــسان الذي يدرك هذه الحقيقة يعتقد في صدق أولئك . أما الحديث عن الملائكة يبقى إيمانا بما أنـزل في الكتب ولا يمكن إعطاء دليل وجودي ظاهري على ذلــك . ولــكــن فــي إمــكان الإنــسان الاتصال بقوى النور ليدرك بها حقيقة ما أعطي من علم في الكتب المنزلة ، وذلــك بــدلــيــل ظاهري أو بدليل إقناعي يتمكن به الإنسان من إدراك الحقيقة المخفية عنه .

  إن عدم الاطلاع على حقيقة الأشياء يولد في الإنسان جحودا وتكذيبا للعلوم الغيبية ، ولــكـن نجد أن من كانت له ولو درجة واحدة باطنية فإنه يرى الأمور بوجهة نظر أخرى مــغــايــرة للإنسان العادي . ولذا كان قول الأولين أنهم لا يؤمنون بما أنزل على المرسلين بل يؤمــنــون بما أنزل عليهم فقد يكفرون بما وراءه . فإذا قيل إن أحدا له رؤيا باطنية يكــذب تــمـاما ، لأن الإنسان لا يحب أن يكون للبعض أشياء دون الآخرين ، فالمعرفة الحديثة تعتبر العلم علما إن كان في متناول الجميع . أما إن كانت خاصية في ذلك فلا يعترف بالعلم المسـتــورد باطــنــيا لخلوه من دليل مادي ظاهري في إمكان إدراك كل من يريده . وهنا ينطـلــق الــصراع بــيــن المخلوق والخالق ، والجدل حول كل ما جعل في الكون . وهذا الصـراع يــعــتــبــر صــراع الإنسان والعقل لعدم وجود الخالق وجوديا ظاهريا ماديا أو طبيعيا . وبقي الإنسان في مشكـله لا يدرك الحقيقة رغم ظنه أنه بإمكانه أن يعرف كل شيء متحديا كل قوة بما يكسبه من قوى. وما قوة الإنسان بقوة خارقة تفوق القوة الإبهامية المقصود منــها هــو الــقــوة الــصــفــراء .

                                                                                                                  أما الحديث عن الإنسان والعقل بمنطلق علمي مستمد من الكتب المنزلة ، فيختلف اخــتــلافـا كبيرا عن أسس المعرفة المدركة بقوى الطبيعة أو الإدراك الحسي لمعاني الأشياء .

مشاهده: 429 | أضاف: بدرالشريف2550 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *: