ا[color=red]لعقل والقوانين الكونية ...الوفرة وقانون الطبيعة ؟؟
الإنسان العادي، الذي لَيْسَ لهُ معرفةُ مؤكّدةُ بالسببِ والتأثيرِ، يحَكمَ مشاعرِه أَو عواطفِه. ويفكر بصورة رئيسية لتَبرير عملِه. وإذا قصر كرجل أعمال، يَقُولُ بأنّ الحظِّ ضدّه.
وإذا كْرهُ الموسيقى، يَقُولُ بأنّ الموسيقى ترفُ غاليُ. إذا كان يعمل كموظف مكتبِ فقير ، يَقُولُ بأنّه يُمْكِنُ أَنْ يَنْجحَ بشكل أفضل في العملِ في خارج هذا المكتب ، أبداً لا يُفكّرُ بأن يوصل مشكلتَه لنهاية. باختصار، لا يَعْرفُ أن كل أثر هو نتيجةُ سبب مؤكّد ، لَكنَّه يُريدُ مُوَاساة نفسه بالتفسيراتِ والأعذارِ.يفكر فقط في الدفاع عن نّفسِه.
وفي الجهة المقابلة ، الرجل الذي يَفْهمُ بأن ليس هناك أثر بدون سبب ، يَنْزلُ إلى حقائقِ حجرِ الأساس ويهمل النتائجِ. فهو حرُّ في إتّباع أثرِ الحقيقةِ حيثما قَدْ تقُودُ. يرى القضيةُ واضّحة حتى النهاية، ويُقابلُ المتطلباتَ بانصاف كامل ،والنتيجة أن العالمِ يَعطيه كُلّ ما يستحق ، في الصداقةِ، الشرف والحبّ والقبول .
- الوفرة قانون طبيعي مِنْ الكونِ. دليلَ هذا القانونِ حاسم ؛ نَراه على يَدّ الكل. في كل مكان الطبيعة مبذّرةُ ومسرفةُ، ومُفرطة. لا نلحظ وجود للإقتصادُ في أيّ شيء مَخْلُوق. الوفرة مُظهَرةُ في كُلّ شيءِ.
ملايين وملايين الأشجارِ والزهورِ والنباتاتِ والحيواناتِ والمخططات الواسعة لإعادةِ الإنتاج حيث أنَّ عملية الخَلْق والتَمَتُّع تستمرُّ إلى الأبد، كُلّ شيء يُشيرُ إلى الاسراف الذي به جعلت طبيعةِ الانسان.
الوفرة لكل فرد واضحة ،لكن الكثيرِون يُخفقونَ في المشاركة لهذه الوفرةِ الواضحةُ ؛ فهم حتى الآن لَمْ يَأتوا لإدراك كونية ِ كُلّ المادة، والى ذلك العقلِ الذي ينشط المبدأ حيث تَتعلّقُ الأشياءِ التي نَرْغبُ.
- كُلّ الثروة هي نسلُ القوَّةِ؛ قيمةِ الأملاك فقط أنها تمنحْنا القوَّةً. الأحداث هامّة فقط حينما تؤثّر على القوَّةِ؛ كُلّ الأشياء تمثّلْ بَعْض أشكالِ ودرجاتِ القوَّةِ.
- معرفة السببِ والأثرِ هو مثل القوانينِ التي تَحْكمُ الكهرباء، الصلة الكيميائية والجاذبية ، تمكّنُ الرجلَ للتَخطيط بشجاعة والتنفيذ بشكل جرئ. هذه القوانينِ تَدْعى قوانينَ طبيعيةَ، لأنها تحْكم في العالم الطبيعي، لكن كُلّ القوَّة لَيستْ قوَّةً طبيعيةً؛ هناك قوَّة عقلية أيضاً، وهناك قوَّة أخلاقية وروحية.
-القوَّة الروحية متفوّقةُ لأنها تخرج بخطة عاليةمَكّنَت من إكتِشاف القانونِ الذي فيه هذه القوى الرائعةِ للطبيعةِ حتى يُمكنُ تسخيرها لتجَعلَ المِئاتِ والآلافِ يعملون. الانسان تمكن من اكتشاف القوانين حول الوقت والفضاء والجاذبية َ. وعمليةَ هذا القانونِ اعتمدت على الإتصالِ الروحيِ مع الكون
- "قوانين طبيعية تُوضّحُ اللا عضوية، وعِلْم الأحياء يُوضّحُ ويُفسّرُ التطويرَ العضوي، لكن نقطةِ الاتصال العِلْمِية صامتةُ.
الحالة نفسها نجِدُها بين العالمِ الطبيعيِ والعالمِ الروحيِ؛ وعلى الجانبِ الطبيعيِ البابَ مُغلقُ؛ لا أحد يُمْكِنُ أَنْ يَفْتحَه، لا تغييرَ عضويَ، لا طاقةَ عقليةَ، لا جُهدَ أخلاقيَ، لا تقدّمَ من أيّ نوع يُمْكِنُ أَنْ يُمكّنَ أيّ إنسان من دُخُول العالمِ الروحيِ."
-لكن بينما تُنزّلُ النباتَات إلى العالمِ المعدنيِ وتَمْسُّها بلغز الحياةِ، يُنزّلُ العقلَ الكوني إلى العقلِ الإنسانيِ ويهِبه بنوعياتِ رائعةِ ومستويةِ وغريبةِ وجديدةِ من المفاهيم . وكُلّ البشرالذين نجحوا في عالمِ الصناعةِ، والتجارة أَو الفَنّ ، كان نجاحهم بسبب هذه العمليةِ.
- الفكر هو صلة الإتصاْل بين الأزلِ والمحدود، بين العالمي والفردي . رَأينَا بأنّ هناك مانع غير قابل للعبور
بين العضويِ واللا عضويِ، والطريق الوحيد لتجاوز تلك المسألةِ هو التزاوج مع الحياة ؛ فبينما تُنزّلُ البذرة إلى العالم المعدنِي وتبْدأُ بالتَجلّي والتمدد ، تبْدأُ المسألةُ الميتة بالعَيْش , تبْدأُ آلاف الأصابعُ المخفية بنَسْج بيئة مناسبة لوصول الجديد، وقانون النمو يَبْدأُ سريان مفعوله، نَرى العمليةَ تستمرّْ حتى تظْهرْ الزهرة أخيراً،
- برغم ذلك , فان الفكر يذهب للمادةِ المخفيةِ في العالم العقلي، تلك المادةِ التي منها كُلّ الأشياء مَخْلُوقة، وحينما تاخذ جذورها طريقها، فان قانون النمو يصَبْح ساري المفعول والشروطِ والبيئةِ تشكلَ فكرنا الموضوعيَ[/color]
