معرفة الطرق لتحقيق الأهداف 2 - منتدى
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
معرفة الطرق لتحقيق الأهداف 2
بدرالشريف2550التاريخ: الخميس, 2013-03-07, 4:18 PM | رسالة # 1
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
سمعة: 777
حالة: Offline
مشاركة
أقسام طريق الخلاص

طريق الخلاص والعبادة تنقسم إلى فرعين :

الأول وهو مرحلةٌ ابتدائية ، فيه يعبدُ الإنسان الله إلهاً شخصياً ، والثاني وهو الأعلى وفيه يعبد الإنسان الله مجرّداً ، والواقع أن العبادتين تتجهان إلى إلهٍ واحد ، وإن كان مبلغ نضج أتباع المذهب الأول ، لا يُيَسّر لهم العبادة المجردة ، فيجدون أنفسهم قد تخيلوا إلهاً يصفونهُ ويعبدونه

الإنسان البدائي مدفوعاً بالغريزة الدينية ، يُرضي غريزةَ العبادةِ في نفسه بتوجيهها إلى رموزٍ فجة ، فيعبُد قطعاً من العصا أو الحجارة والرعد والبرق والشمس والقمر والنجوم ، وغيرها من ظواهر الطبيعة ، ثم يتطور الفكر إلى الشعور بأن الإله ، لا بدّ أن يكون شخصاً ما في صورة رجل بالغ الضخامة ، يعيش في مكان ما في الفضاء ، حيثُ يَرى ولا يُرى ، ويتصور العقلَ أن الله يتصف بنفس صفاتِ الإنسان ، إلا أنه يفوقهُ في كل صفةٍ قُدرةً وعَظمه ، ولأنه في هذه المرحلة قاسياً متعطشاً للدماء ، فإنه يتصور الله مُتّصِفاً بالقسوة ، محُباً لسفكِ الدِماء ، وإن كان الإنسان أسودَ اللّون ، فإلهه أسود مثله ، وإن كان مغولياً ، أو هندياً أحمر أو يَركبُ ثوراً أو فيلاً ، فإنه يتصور إلههُ مِثله ويلبس نفسَ لِباسه ، ويمارسُ نَفسَ عاداتهِ وتقاليده، فكلُّ أمةٍ مندفعةٍ للغريزةِ الدينيةِ تبتكرُ صورةً لإلهها ، ولا تخرجُ هذه الصورةِ عن صورة مبتكريها ، تحبُّ من يحبون وتكرهُ من يكرهون ، وكل إلهٍ من هذه الآلهة وطنيٌ مُتَطرف ، وحبهُ لموطن الشعب الذي يعبده فقط ، ومُتطرِّفٌ في كراهيتهِ للبلادِ الأخرى وأهلها .

ومُجمَلُ القولِ أن آلهةَ هذا الطورِ من أطوارِ البشرية ، يَتصفونَ بصفاتِ البشرِ أنفسِهم ، وكيف لا والناسُ رسموا للآلهةِ صِوراً لا يستطيعون أن يتخيلوا إلهاً يتسامى عنهم كثيراً ، وأنى لهم أن يَرسموا ما لا يُدرِكون ؟

هذه الآلهةِ تطلبُ من عبادها التَملٌّق والقرابين ، ولهم طائفةٌ كبيرةٌ من الكُهانِ ، يتغنونَ بمديحهم ويُرتِلون لهم عباراتِ الخضوعِ والطاعة ، ومن صفاتِ هذه الآلهةِ حُبها أن يَتَمرغ عِبادها في التراب ، تحتَ أقدامِها يُعلنونَ عُبوديّتهم لها ، وكأنما هي تَسيرُ سَيرَ ملوكِ العصر وشيوخه ، وهي تسبغُ الخيراتِ على الشّعبِ إن هو أغدقَ القرابينَ والنُذور ، فإن لم تَتَقبل القرابين ولم ترضَ عن النذورِ لأنها ليسَت سَخية ، صَبت ألوانَ الغضبِ على الشّعبِ لتكفلَ الإسراعَ في تقديمِ القَدرِ الكافيَ من تلكَ القرابين ، وهي تحبُّ رائحةَ اللّحم المشوي ، تُقَدّمُ مُحرقةً قرباناً لها ، ورائحةَ البَخورِ والنّدِ والعود ، وكثيراً ما تَطلبُ دماً بشرياً يُرَشُ على مَذبحِها ،

ولقد رَسمَت شعوبٌ كثيرةٌ آلهتها ، ونَحَتت لها تماثيلَ أغرت الناس بِرَمزيتها ، فمنهم مَن عَبَدها وغابَ عن بالهِ الإله ، واستمرَ في عبادةِ التِمثال ، كلُّ هذه حقائقَ نَسوقُها ليرى الطالب وعورةَ المسالك التي اجتازها الإنسانَ في سَعيِهِ إلى الله ، وما كان دَورُ الدياناتِ إلا لِتُشكل خُطوةً من خطواتِ تَقدمِ الإنسان نحو اتحادِهِ بالله ، ويجب أن نَنَظر إليها على هذا الأساس

إن الملحدُ الماديُ يتعاملُ معَ هذه الحقائق ، على أنها تأييداً لرأيه في فساد الديانات جميعاً ، لكن التاريخ يُثبتُ فسادَ ديانةِ كلّ عصرٍ في رأي العصرِ الذي يَليه ، والماديُّ هذا لا يُدرك أن نظريتهُ نفسها عن المادةٍ والطبيعة ، ما هي إلا خطوةً أخرى من خطواتِ التطورِ الفكري ، وأنّ مركزه الحالي ، ما هو إلا درجةً من درجاتِ السُّلمِ ، تماماً كما كانت تلك النظريات والآراء السابقة التي سَخِرَ منها في حاضِرة ؟؟؟

كُلّما تَقَدمَ إدراكُ المؤمنين وارتفعَ مستوى نوعُ تعاليمِ دينِهم ، أسقطَ أئمّتهم بعضُ ما لا يَتناسبَ مع حالِ المؤمنين ، حتى تستقيمَ الأمور

كثيرون من أدركوا فسادَ بعض التعاليم الدينية ، فخرجوا من حظيرة الجماعة وهم ينظرون باحتقار لمن ظلوا ثابتين على دينهم ، وهذا خطأ فاحش ، لأن من بَقيَ محافظاً عليها ، فَلأنها الأصلَح والأنسب لظروفهم وإدراكهم ، وعندما ينضجوا ويسمو إدراكهم سيخلعوا تلك التعاليم كما يُخلعُ الثوبَ القديم ، وإن استهزاء السابقين بالمتخلفين لا يقل خطأً عن ثورة المحافظين على المجددين المارقين ،

والإنسان المدرك الحقيقي ينظر إلى الناس جميعاً نظرةَ المساواة ، فالكل متجهٌ نحو الله ، بغض النظر عن المرحلة التي يجتازونها
القاء الثالث المحبة الإلهية المطلقة يتبع
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: