معرفة الطرق لتحقيق الأهداف 1 - منتدى
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
معرفة الطرق لتحقيق الأهداف 1
بدرالشريف2550التاريخ: الخميس, 2013-03-07, 4:16 PM | رسالة # 1
عضو بلاتيني
مجموعة: المدراء
رسائل: 739
سمعة: 777
حالة: Offline
مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ايكم هذا الموضوع الهام ونظرا لطول الموضوع سوف نقسمه الي اجزاء
الجزاء الاول
طريق الخلاص والعبادة
وتعني التقدم في معرفة الله والاتحادِ به ، بقوةِ المحبّة والإلهام التي تأتي من التَعلُّق بحبِ الله على طريقةِ أيِ دينٍ منَ الأديان ، وسلوك طريقِ العبادةِ التي تَتَماشى مع ذلكَ الدين

طريق الإخلاص والعبادة تُولِّد في القلب ، الحنينَ إلى الحبّ في الله والحبّ لله ، تلك الرّغبة التي تُطلَقُ على مظهرِ العاطفةِ الدينية ، غريزةَ التّعبُد ، وما من إنسانٍ إلا ظاهرة فيه صورةً من صورِ هذا التّعبُد ، حتى أولئكَ من يُسَمونَ أنفسِهم بالأحرارِ من المفكرين ، كل هؤلاء يحِسون هذه الغريزةِ ويُظهِرونها في حبّ الطبيعةِ أو الفنِ أو الموسيقى ، ولا يخطرُ لهم أنهّم بحبهم هذا لأيٍ مما يُحبون ، إنما يحبونَ مَظهراً من مظاهرِ الإلهِ الذي يجحَدونه ، وبذلك يمجِّدونَ الله وهم لا يَشعُرون .

إن الله واحدٌ لا يَتغَير ، هو بالأمسِ واليومِ والغَد ، ولكنّ تصورَ الإنسانِ هو الذي يَتغير ، مع تطورِ الإنسانِ الفكري ، إن إلهَ الإنسان ، هو صورةٌ لذلكَ الإنسانِ في أحسنِ حالاته ، وبديهيٌ أن الله سبحانه ما تغيرَ قَط ، وإنما هذا الخلاف سببهُ تطوّر عقولِ الناس ، الذين تتألف منهم الجماعةُ أو الطائفة ، فكلّما ارتقى الإنسان ، تَكشّفت له في الله ، صفاتٍ لا تليقُ به من التي تُبَشِّرُ بها الأديان ، ولمّا كان الإنسان يتعبد اللهَ في أحسنِ ما يتخيلهُ من صفات ، فإنه دائماً يضع عن إلهِهِ ما أضفاه عليه بالأمس من صفات ، يُنكِرها عقله اليوم ، ليُضفي عليه ما يتناسب مع فكرهِ اليوم ، فإذا أشرقت على الإنسان في غدهِ أفكارٌاً أعلى وأسمى من أفكارِ هذا اليوم ، رأينا إلهَ الغَد يتمتع من صفاتِ الألوهية بما لا يتمتع بهِ اليوم ، والله واحدٌ لم يتغير ، وإنما فكرُ الإنسان هو المتغير ، وَتِبعاً لتغيّرهِ ، تَتَغير الصورة التي يرسمها لمعبودِه

فالمتوحش والمتخِّلف عن الطريق ، يؤمن بإلهٍ يبدو لنا شَيطاناً ، لكنه شبيهٌ بذلكَ المتوحّش ، إنه يَنحتُ صَنماً بَشِعاً يمثّل له ذلكَ الإله ، ثم يخرُ له ساجِداً أو يرقُص حَوله ، ويقدّم له القرابينَ التي قد يكونُ من بينها دَمَ الإنسان ، وهو يعتقد أنّ إلههُ يُحِبّ منظرَ الدّماء لأعدائهِ كما يحبُها هو ، وأعداءُ ذلكَ المتوحش ، هم دائماً أعداء لإلهِه ، وهذه عقيدةٌ تُصاحبُ الإنسانَ منذُ أمدٍ بعيد ، ومن اليسيرِ أن نَراها أينَما تَوَجّه نظرنا …

وهكذا تتقدمُ البشريةُ خطوةً خطوة ، ويرتفع مستوى اعتقادِ المؤمنين في صفاتِ الله ، أو ما يَتّخذونهُ رمزاً لله ، ويَصحَبُ كلّ خطوة التّخَلي عن مُثُلٍ عُليا قَديمة ، لِتَحلّ محلّها مُثُلَ أكثرَ تهذيباً وتَرَفُّعاً ،

والأجناسُ المتخلفةُ لا تستطيع تَصوُّر فِكرةَ الإلهِ الواحد ، وإنما تَتَصورهُ آلهةً مُتَعددِّة ، كلٌ مِنها له مظهرٌ لصفةٍ من صفاتِ الله ، أو لمرحلةٍ من مراحلِ الحياة ، ، فَلَهُم إلهٌ للحَرب ، وإلهٌ للسّلام وآخرَ للحُب وآخرَ للزراعةِ والتجارةِ… إلى غير ما هنالك ، يتعبّدون ويتقرّبون إليها لنيلِ رِضاها ، وهم لا يشعرونَ بأنهم في عبادتهم هذه ، إنما يستجيبونَ للغريزةِ الدينية التي تقودُهم في النهاية لعبادةِ اللهِ الواحد ، إنما يُضفونَ على الله صِفات الإنسان ، حتى بعد أن يتطوروا في إيمانهم من عِبادةِ المتعدد إلى عبادةِ الواحد ، كيفما كان إدراكهم له ، فهم يتصورون أن ذلك الإله ، يُقَسّم الناسَ فريقين ، أصدقاءَ وأعداء ، يُحسِنُ إلى أصدقائه ويُنَكِّل بأعدائه ، إنهم يُنسبونَ إلى اللهِ فِعلُ ما كانوا هم أنفسهُم يَفعلون ، لو أُبيحَ لهم أن يقدروا على منحِ المكافئة وتوقيعِ العقوبة ، وهم يعتقدون أنهم أحبابُ الله المختارون الذين اصطفاهم لنفسهِ ، فهو إن قاتلوا ينزل معهم إلى ميدان القِتال ، وينصرهم على أعدائهم وأعدائه ، كذلك أعداءُ هؤلاء ، لهم آلهتهم التي رسمها لهم خيالهم ، يُطلقونَ عليها الأسماءَ ما راقَ لهم ويعتقدون نفس اعتقادِ سابقيهم ، هذه الآلهة ما هي إلا نِتاج عقلِ الطائفتين المتقاتلتين ، خُلِقت استجابةً للغريزةِ الدينية في مرحلةٍ من مراحلِ تطورها

لقد اضطهدَ الإنسان أخوهُ الإنسان لأنه رأى في الله غير رأيه ، فلما اشتد ساعدُ الضّعيف المضطهد ، وتمكّنَ ممن هم أضعَفَ منه ، ممن يرى في الله غير رأيه اضطهده أيضاً ، وكلٌ يعتقد أنه يُنفِذ مشيئةَ الله ، وهو ينكل بخصمهِ الضّعيف ، وذلك الخصمُ الضعيفُ أيضاً يَلقى التّنكيلَ راضياً ، لأنّه في سبيل الله …

وأياً كانت العبادة ومهما بَلغَت من البدائية والهمجية ، فإنها تصعد إلى اللهِ بمشيئته ، وسواءً كان الرمز الذي يَتَعبّدُ له الناس حَجَراً أو عَصاً أو شَجرةً أو حَيةً ، أو ما أوحى خيال الإنسان من صورٍ يرسمها لما يعتقده ويتصوره إلهاً له ، فإن المعبودَ هو الله الدائم ، القوي العليم بكل شيء ، الموجود في كل مكان ، فمن عَبَدهُ في أعلى ما يتخيل من صِفاته ، فقد أحسنَ صُنعاً ، شأنه شأن الذين وصلوا مراحلَ سامية ،

إنّ واجبَ من أوتيَ شيئاً ولو قليلاً من العِلم ، أن يأخذ بيدِ من هم أقلّ منه شأناً إن استطاع وقبلوا معونتهُ وإرشاده ، ولكن ليسَ لنا أن نُعَيِّر من هم دونَنَا إيماناً وعقيدةً ، فهُم إخوتنا في الله ، يَسيرونَ على الطريق ، شأنهم شأننا ، وما نحن وهم إلا أطفالٌ في مختلفِ مراحل التعليم ، كلٌ حسبَ سنهِ ونُضجه ، كلٌ يَعملُ على شاكِلته ، كلٌ له من الفهم ما يمكنه منه سِنه ، كلٌ يحاول أن يصلَ بما يَعلَمَهُ إلى حدِّ الكمالِ الذي يستطيعهُ ويتصوّره

يجب علينا ألا نَسخرَ مِن أحد ، أو نتّهم أحداً أو نبغضَ أحد ، يجب أن يَغمُرَ حبنا كلَّ إخوتنا ، حتى ولو كانوا لم يفتحوا أعينهم بعد على ضوءِ المعرفة ،
وتابعو معنا الجزاء الثاني بعنوان أقسام طريق الخلاص
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: